مع التَّطوُّر التِّقني الهائل الذي تشهدُه مجتمعاتُنا، لاحَظَ المربُّونَ تغييراتٍ عديدةً في تربية الأطفال، وطريقة استخدامهم للأجهزة الذَّكيَّة المتطورة؛ مثل: الهواتف الذَّكيَّة، والأجهزة اللوحيَّة Tablets، فإنْ عُدْنا بذاكرتِنا إلى الوراء قليلًا سنتذكَّر أنَّه لم يكن لمثل هذه الأجهزة وجودٌ في حياتنا الأسريَّة أو اليوميَّة، أما الآن، أصبح أولادُنا وأطفالُنا لا يُفارِقون هذه الأجهزة، ليُعلن معظمُ الأهل تذمُّرَهم من استخدام الأطفال المستمرِّ لهذه الأجهزة، فهل هذا التَّذمُّرُ في مكانه؟ وهل هذه الأجهزة أصبحَتْ عدوًّا للأطفال أم صديقًا نافعًا لا بُدَّ منه؟
إنَّ استخدام الأطفال للأجهزة الذَّكيَّة يتعيَّن عليه عدد من السلبيَّات والإيجابيَّات المختلفة، وبالطبع يعتمد ذلك على طبيعة استخدامها، والهدف من ورائها.
ولتوضيح الأمر، يجب أن نعيَ الآثارَ السلبيَّة والإيجابيَّة لاستخدام الأجهزة الذَّكيَّة.
لعبت الأجهزة الذَّكيَّة دورًا مهمًّا في تطوير أساليب التَّعليم والتواصُل لدى المجتمع، فمع وجود الكمِّ الهائل من المعلومات على شبكة الإنترنت، وسهولة الوصول إليها؛ أصبحَتْ آلياتُ التَّعليم أكثرَ سهولةً وتوافرًا للأطفال؛ فقد ساعدَتِ الطلاب على تغيير طريقة تعليمهم مستقبلًا، وجعلَتْ عمليَّة التَّعليم أكثرَ متعةً.
أما في حالة الاستعمال المُكثَّف والسَّيِّئ لها؛ فإنها ستُؤدِّي إلى مشاكل عدَّة، قد تصل إلى حَدِّ الإدمان، وإضعاف الذَّاكرة، وجعل الطِّفل أكثرَ انطوائيَّة.
وخلال استقبالنا للاستشارات الأسريَّة في جمعيَّة التنمية الأسريَّة بالأحساء، ومن خلال موقع المستشار، تتساءل أُسَرٌ عديدةٌ عن كيفيَّة تخليص أطفالها من المشاكل التي سبَّبَتْها الأجهزة الذَّكيَّة، خصوصًا بعد ظهور أعراض سيِّئة عليهم؛ مثل: التَّأخُّر في النُّطق، والاكتئاب، والعزوف عن المذاكرة، فما الحَلُّ؟
فإلى كلِّ الآباء والأمَّهات، إليكم عشر أفكار تساعدكم في علاج هذه المشكلة:
١- غرس القِيَم الإسلاميَّة في نفوس الأطفال بما يتناسب مع مراحلهم العُمريَّة، مع متابعتهم من بعيد دون إشعارهم أنهم تحت المراقبة؛ فهذا يساعدُهم على اختيار برامج تتناسب مع قِيَم الأسرة ومراحلهم العُمريَّة.
٢- تربية الأطفال وتدريبهم على التَّفريق بين الحقِّ والباطل، والصالح والفاسد؛ ليتمكَّنوا بأنفسهم من تمييز الغَثِّ من السَّمِين، وتجنُّب ما يخالف مبادئهم التي تَربَّوا عليها.
٣- الاهتمام بالأولاد من خلال الاستماع إليهم، وقضاء الوقت معهم، والحرص على وجود علاقة جيدة بين الزَّوجين، حتى لا يلجأ الأولاد إلى الأجهزة؛ ليهربوا من جحيم المنزل والجوع العاطفي.
٤- الحرص على شَغْل أوقاتهم بأنشطة أخرى مُحبَّبة إليهم، مع توفير وسائل الترفيه والألعاب الحركيَّة والذَّكيَّة في البيت، وكذلك ممارسة الرياضة سواء في البيت، أو في أماكن آمنة لهم؛ كأندية الأحياء، أو الأندية الرياضيَّة.
٥- تحديد وقت لاستخدامها؛ حيث يُوصَى بعدم تعريض الأطفال الأقل من سنتين لأيِّ شاشات، أما بالنسبة إلى الأطفال الأكبر فيمكنهم استخدامها مدَّةَ ساعتين في اليوم.
٦- يجب أن يكون الأبوان قدوةً في استخدام الأجهزة باعتدال (خاصة أمامهم)، وأن تكون هناك قوانين أسريَّة تسري على البيت كلِّه؛ مثل:
– استخدام الأجهزة يكون في غير أوقات الطَّعام والمذاكرة.
– تصفُّح الإنترنت يكون بعد عمل الواجب المنزلي أو الدِّراسي.
– إغلاق الأجهزة قبل النَّوم بساعة.
– وضع الأجهزة خارج الغرفة عند النَّوم.
٧- عقد اتفاقيَّة بين الأب والأمِّ على اتخاذ موقف واحد، واتِّباع إجراءات مُوحَّدَة دون أيِّ تعارُض تِجاه أطفالهم لحلِّ المشكلة قبل البدء بأيِّ إجراءٍ مباشرٍ تِجاه هذا الأمر.
٨- فتح حوار مباشر مع الطِّفل، بتذكيره أنَّك تتمنَّى له السَّعادة، وأنَّك تشعُر بالقلق لأجله، تِجاه التغيُّرات التي طرأتْ على سلوكه نتيجة استخدامه الزائد لهاتفه؛ كابتعاده عن هواياته، وابتعاده عن أصدقائه، وما قد يُسَبِّبُه أيضًا من مشاكل أخرى.
٩- استخدم تطبيقات المراقبة والتطبيقات التي يمكنها الحَدُّ من استخدام طفلك للبرامج التي تهدم القِيَم، ولا تَنْسَ استخدام التَّطبيقات التي تُعزِّز القِيَم لدى الطِّفل.
١٠- قُمْ بإجراءات السَّلامة والحماية التي يُقدِّمها الجهاز للأطفال، كذلك اطَّلِع على طُرُق الحماية والأمان للتَّطبيقات التي يستخدمها أطفالك.
أسألُ اللهَ أن يصلحَ لنا ولكم الذُّريَّةَ، وأن يكرمنا بحُسْن الأخلاق، وأن يجعل بيوتنا عامرةً بالطَّاعة والعمل الصالح، وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمد.
________________
المصدر: شبكة الألوكة
#مقالات_مختارة من #أكاديميَّة_اتِّساق